اجتهد كثير من العلماء في تبيين عملية طلوع الشمس من مغربها وفي ترتيب وقوع هذه الآية بين الآيات الكبرى للساعة وفي هذا البحث سوف نبذل جهدنا لتبيين ذلك إن شاء الله تعالى والله تعالى اعلى واعلم ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة
وهذا يدل على أن النسبة بين السموات والكرسي هي ذات النسبة بين الكرسي والعرش ..! فلو أن السموات بحجم حلقة فالكرسي مقارنة بها بحجم ارض فلاة ولو أن الكرسي بحجم حلقة فالعرش بحجم ارض فلاة ..!
وفي حديث الإسراء والمعراج عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فأتينا السماء السابعة فقيل: من هذا؟ قيل: جبريل قيل: من معك؟ قيل: محمد ، قيل: وقد أرسل إليه؟ مرحباً ولنعم المجيء جاء. فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال مرحباً بك من ابنٍ ونبي، فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم… " متفق عليه
وأخرج الطبري عن قتادة قال: ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البيت المعمور مسجد في السماء بحذاء الكعبة، لو خر لخر عليها، يدخله سبعون ألف ملك كل يوم إذا خرجوا منه لم يعودوا" والحديث مرسل. قال الألباني : وإسناده مرسلاً صحيح.
وأخرج الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "والبيت المعمور هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه" .
من الاحاديث السابقة نخلص إلى أن البيت المعمور بمحاذاة العرش و الكعبة بمحاذاة البيت المعمور اذن فالكعبة تحت العرش مباشرة وهي بالتالي موقع مستقر الشمس تحت العرش ومكان سجودها اليومي كما سيرد بالادلة باذن الله تعالى
فقد اخرج أبو داود أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك، أتدري ما تقول؟!" وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: "ويحك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك، أتدري ما الله؟ إن عرشه وسماواته لهكذا، وقال بأصابعه مثل القبة عليه.."
فالارض كرة وتحيط بها السموات من كل تجاه اذن السموات نفسها كرة فوق كرة فوق كرة الى سبع سموات طباقا والكرسي محيط بالسموات كما في آية الكرسي (وسع كرسيه السموات والارض) والعرش فوق ذاك كالقبة محيط بكل ذلك كما يستشف من حديث ابي داود .. ويؤكده الحديث :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة
ولك ان تتخيل ما حجم الارض مقارنة بالكون ؟ ولكن من هذه الاحاديث تبرز معلومة في غاية الاهمية وهي ان الارض مركز الكون ....!!!!! ولذلك للارض اهميتها حتى مع ضآلة حجمها ولعل وجود الانسان في الارض ومركز الكون هو سر تكريم بني آدم وهو (ولكم في الأرض مستقر ومتاع الى حين ) ..والله اعلم
ومركز الارض هو الكعبة المشرفة وهي مستقر الشمس بامارة سجود الشمس حذاءها وانها بحذاء البيت المعمور في السماء السابعة وان الكعبة تحت العرش..!!!!
- حدثنا يحيى بن أيوب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن بن علية قال بن أيوب حدثنا بن علية حدثنا يونس عن إبراهيم بن يزيد التيمي سمعه فيما أعلم عن أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه يوما والشمس تغرب أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) صحيح مسلم 159 وقد اخرج البخاري في (صحيحه 4636 ) شطرا منه وكذلك بقية الجماعة إِلا الترمذي من طرق عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
ولابد ان نوضح ابتداء ان الليل والنهار يتعاقبان على الارض وان ما عدا القطبين الجنوبي والشمالي وما جاورهما (يتعاقب الليل والنهار على القطبين بمعدل ستة اشهر ليل متصل وستة اشهر نهار متصل ) فان النهار يعادل 24 ساعة وكذلك الليل يعادل 24 ساعة ..ولابد اولا ان نميز بين الليل والليلة فالليل هو ليل الارض كلها وهو ما يعادل 24 ساعة متصلة اما الليلة فهي ليل المناطق المختلفة في الارض وهي تعادل نصف الليل في مناطق خط الاستواء الذي يتساوى فيه الليل والنهار (12 ساعة لكل ) ثم يحدث التباين في طول الليلة لكل موقع في الارض على حدة حسب موقعه من خط الاستواء شملا او جنوبا وتوقيت الانقلاب الصيفي والشتوي للارض فليلة الشتاء طويلة وتعادل اكثر من 12 ساعة ونهاره اقل من 12 ساعة والعكس في نهار الصيف فهو اطول من 12 ساعة وليلته اقل من 12 ساعة..
وحين نتحدث عن اول غروب للشمس وهو الوارد في الحديث السابق فاننا نعني ليل الارض كلها وهو اول غروب لذلك الليل وهو يحدث في اقصى الشرق عند جزيرة كيريباتي وهي نفس المنطقة التي تشهد في كل يوم جديد طلوع اول شمس.
وحين نتحدث عن آخر غروب للشمس فاننا نعني جزيرة سموا الغربية التابعة للولايات المتحدة الامريكية وهي نفس المنطقة التي تشهد يوميا آخر طلوع للشمس في اليوم .
فالليل (بعكس النهار ) يبدأ كل يوم بغروب الشمس من جزيرة كيريباتي حتى طلوع شمس اليوم التالي من سموا الغربية..وهذه المدة تعادل تقريبا 24 ساعة (اذا اضفنا المسافة بين كيريباتي وسموا حيث لا وجود لليابسة وانما هو المحيط ) حيث ينتهي الليل يوميا بنهاية ليلة سموا الغربية والتي تشهد كذلك آخر غروب للشمس
يقول الله تعالى في قصة ذي القرنين
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) سورة الكهف آية 86 وقال جل من قائل في نفس السورة 
( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)) سورة الكهف
مما يدل على وجود مطلع للشمس معين ومغرب لها معين ايضا مع التسليم بكروية الارض مع انبعاج يسير وان اي نقطة عليها تمثل مطلعا او مغربا للشمس وكما بينا ان مطلع الشمس هو اول نقطة تطلع عليها الشمس حسب التوقيت العالمي وبالتالي هي جزيرة كيريباتي وان مغرب الشمس هي آخر نقطة تغرب فيها الشمس حسب التوقيت العالمي وهي جزيرة سموا الغربية وما عدا ذلك فكل نقطة على الارض تمثل لذاتها مطلعا للشمس ومغربا لها في آن واحد
وتكمن اهمية جزيرة سموا الغربية انها موقع (طلوع الشمس من مغربها ) حسب ما هو متعارف عليه بالتوقيت الدولي فهي اول منطقة من اليابسة مأهولة بالسكان ترى الشمس وهي طالعة من جهة الغرب بدلا من مطلعها المعروف من جهة الشرق فكيف يتم ذلك ؟
اولا لابد من أن نقر بأن مصدرمعلومة (طلوع الشمس من مغربها ) هو الدين الاسلامي وحده لا ينازعه فيها دين ولا جهة علمية بل إن العلماء حتى الآن يسخرون من هذه المعلومة ويرددون بأن ذلك لن يحدث على الاطلاق 
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الغفاري قال :اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ فَقَالَ مَا تَذْاكُرُونَ قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ فَقَالَ إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قبلها عَشْرَ آيَاتٍ فذكر الدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ وَالدَّابَّةُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَثَلَاثُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ اليمن تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ (صحيح مسلم 2901 واللفظ له ومسند احمد )
وما دام الاسلام هو مصدر المعلومة فلابد من البحث في المصدر نفسه لا في غيره اذا اردنا اي معلومات اضافية تساعد على فهم ومعرفة كيفية حدوث ذلك ومتى ؟
وقد كان هذا منهجي في البحث حتى توصلت بفضل الله تعالى للمعلومة التي تشرح وتبين كيفية حدوث ذلك ومن القرآن الكريم واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ..
ثانيا: لابد من اعطاء فكرة مبسطة عن التوقيت العالمي ليساعد على فهم هذا الامر .
إن خط التوقيت الدولي يتبع خط الطول (الزوال) 180° في معظم امتداده. ويلتف خط الطول 180° حول العالم ويقسِّمه بالضبط ابتداء من جرينيتش، وهي مدينة إنجليزية تابعة للندن عاصمة بريطانيا . وهناك خط وهمي آخر، يسمى خط الزوال الأول أو خط طول جرينيتش، يحمل درجة صفر في الطول عند جرينيتش.
وتتحرك الشمس كل ساعة فوق 15°طول من سطح الأرض. وفي كل 15° طول شرق جرينيتش، يتقدم الوقت (الزمن) بمقدار ساعة واحدة. وفي كل 15° طول غرب جرينيتش، يتأخر الوقت ساعة واحدة. وعند خط الطول 180° شرقًا، يكون الوقت متقدمًا بمقدار 12 ساعة عن وقت جرينيتش. وعند خط الطول 180° غربًا، يكون الوقت متأخرًا 12 ساعة عن الوقت في جرينيتش. وحين يكون الوقت ظهر السبت في جرينيتش، يكون السبت عند بدايته تمامًا على الجانب الغربي من خط التوقيت الدولي، وعند نهايته تمامًا شرقي الخط. ونتيجة لذلك، يقع فرق 24 ساعة في التوقيت بين طرفي دائرة خط الطول 180°.
الموقع الجغرافي لكيريباتي :
تقع كيريباتي في وسط المحيط الهادي بين خط الطول 173 وخط الطول 177 شرقا (اقرب ما يكون لخط الطول 180 شرقا ) أي بالقرب من خط التوقيت الدولي كما انها تقع على خط الاستواء وهذا الموقع يجعلها تتميز بثبات توقيت طلوع الشمس على مدى الزمن ، وثبات واستقرار مواقيت الشروق والغروب على مر الزمان مع هامش بسيط حوالي دقيقتين .. فالشمس تطلع يوميا على مدار السنة ما بين الساعة 6:17 و6:42 صباحا وتغيب ما بين الساعة 6:15 6:43 مساء وفرق التوقيت من غرينتش :+12 ومن مكة المكرمة +9 
ويمكن ملاحظة عملية الشروق والغروب طول العام بالتوقيت المحلي كما يلي :
الموقع اول شروق اخر شروق اول غروب آخر غروب
كيريباتي 06:17 06:42 18:15 18:40 
مكة المكرمة 05:39 07:00 17:37 18:57
سموا الغربية 06:16 06:52 18:06 19:56 
ولكي تتبين لنا الحقائق اكثر نوضح ذلك بالمثال التالي :
عندما تكون الساعة 11 مساء في كيريباتي Kiribati تقابل الساعة 2 ظهرا في السعودية مكة المكرمة تقابل الساعة 3 صباحا في سموا الغربية Samoa Western
الفرق بين توقيت مكة و اول شروق اوغروب (في كريباتي) = +9 ساعات 
الفرق بين توقيت مكة وآخر شروق او غروب(في سموا ) = - 13 ساعة 
ولابد أن نفهم ماذا يعني الرسول صلى الله عليه وسلم حين : قال لاصحابه يوما والشمس تغرب أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها..
إن الشمس وهي في لحظة غروبها الاول بجزيرة كيريباتي - ولنفترض انها كانت الساعة 06:15 مساء في يوم 26/11/2010 وتصادف الساعة 09:15 صباحا بمكة المكرمة - تبدأ الشمس بالسجود لبلوغها مستقرها اليومي تحت العرش في مكة المكرمة وتستمر في السجود حتى يؤذن لها بمغادرة سماء مكة المكرمة بامارة الحديث ( فتخر ساجدة فلا تزال كذلك ) فيأتي الامر للشمس بالارتفاع من منزلة الضحى فترتفع حتى تعيد دورتها مرة اخرى من الشرق للغرب فتغرب في الساعة 05:37 مساء بتوقيت مكة المكرمة وباضافة الفرق في التوقيت (13 ساعة ) يصادف الساعة 06:37 صباحا في سموا الغربية ولكن الشمس تطلع حوالي الساعة 06:49 صباحا بتوقيت سموا أي بعد 12 دقيقة من غروبها بمكة اي بمقدار آداء صلاة المغرب (اذان + انتظار 5 دقائق بعد الاذان + الصلاة ) علما بان الاذان يحل بعد 5 دقائق من الغروب الفعلي للشمس
فلو افترضنا ان يوم 26 نوفمبر 2010 سيصادف طلوع الشمس من مغربها فلنرجع للحديث وصيغة الامر الالهي للشمس :
(فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها) 
اي ان الشمس تطلع في الصباح من جهة الغرب ولكن أين ؟ من سموا الغربية ..!!!! فتتحرك عكس حركتها المعتادة من سموا متجهة الى كيريباتي مرورا بمكة المكرمة..ففي الوقت الذي يترقب سكان سموا طلوع الشمس من جهة الشرق تفاجأهم بالطلوع من جهة الغرب في نفس توقيت طلوعها اليومي !!!
اما في مكة المكرمة فالشمس بعيد غروبها ومع نهاية صلاة المغرب مباشرة تطلع من مغربها ويستمر النهار دون أن يطلع الليل في مكة في ذلك اليوم وتستمر الشمس في دورانها ودورتها المعكوسة حتى يراها سكان كيريباتي وبالتالي كل سكان الارض يرون الشمس وهي طالعة من المغرب كل حسب موقعه..
وعندما تصل الشمس الى كيريباتي يصبح توقيت الغروب هو نفسه توقيت شروق الشمس الجديد فيها ولكن من جهة الغرب في كيريباتي وعندها تصل الشمس الى نقطة السجود الاولى في مكة ولكن بتوقيت مختلف وحركة معكوسة ترجع الشمس مرة اخرى لتعاود دورانها من الشرق للغرب في مسارها الطبيعي ..ويلاحظ ان النهار في مكة المكرمة يطول بمقدار ثلاثة مرات (مرة بطول النهار الطبيعي ومرة ثانية بعد طلوع الشمس من مغربها ورجوعها في مسارها المعكوس ومرة ثالثة عند عودتها لمسارها الطبيعي مرة اخرى ) فلو افترضنا ان الشمس تشرق في يوم طلوعها من المغرب الساعة 6 صباحا في مكة وتغرب 6 مساء وان بداية سجود الشمس اليومي الساعة 9 صباحا يصبح مقدار النهار الاول 12 ساعة ثم نضيف اليه زمن رجوع الشمس حتى تبلغ موضع بداية السجود (النهار الثاني ) وهو اقل من النهار الاول لأن الشمس لا تتجاوز موضع بداية السجود اي الساعة 9 صباحا ومقداره سيكون 9 ساعات (وهو الفرق ما بين زمن اول سجود (الساعة 9 صباحا ) وغروب الشمس (الساعة 6 مساء ) ثم تعود الشمس وكأن شيء لم يكن وتكمل دورتها من الساعة 9 صباحا حتى تغرب لاول مرة عند الساعة 6 مساء بعد 30 ساعة نهار متواصل (12 ساعة النهار الطبيعي+ 9 ساعات مقدار طلوع الشمس من مغربها + 9 ساعات اخرى مقدار زمن عودتها الى نقطة الغروب التي رجعت منها الشمس لتطلع من مغربها )
وينطبق هذا التغيير في التوقيت على كل منطقة تقع غرب مكة المكرمة اي ان نهارها سيكون بمقدار 3 نهارات
اما اي منطقة تقع شرق مكة فسيطول ليلها بمقدار 3 ليال مصداقا لحديث ابن مردويه بسند حسن عن عبد الله بن ابي اوفى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال Sad يأتي على الناس ليلة تعدل ثلاث ليال من لياليكم فاذا كان ذلك يعرفها المتنفلون يقوم احدهم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام فيفزعون الى المساجد فاذا هم كذلك فاذا هم يرون الشمس قد طلعت من مغربها )
ويصدقه الحديث :
6586 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ جَلَسَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ فِي الْآيَاتِ أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ قَالَ فَانْصَرَفَ النَّفَرُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَحَدَّثُوهُ بِالَّذِي سَمِعُوهُ مِنْ مَرْوَانَ فِي الْآيَاتِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا قَدْ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ ضُحًى فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى أَثَرِهَا ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ وَأَظُنُّ أُولَاهَا خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا كُلَّمَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَأُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ حَتَّى إِذَا بَدَا لِلَّهِ أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا فَعَلَتْ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْهَا شَيْءٌ ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنْ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ وَعَرَفَتْ أَنَّهُ إِنْ أُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ لَمْ تُدْرِكْ الْمَشْرِقَ قَالَتْ رَبِّ مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقَ مَنْ لِي بِالنَّاسِ حَتَّى إِذَا صَارَ الْأُفُقُ كَأَنَّهُ طَوْقٌ اسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَيُقَالُ لَهَا مِنْ مَكَانِكِ فَاطْلُعِي فَطَلَعَتْ عَلَى النَّاسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الْآيَةَ{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا{
وهذا الحديث يؤكد تماما ما ذهبنا اليه من ان الشمس تطلع من مغربها في مكة المكرمة موضع سجودها اليومي ويؤكد كذلك ان الشمس تتوقف عن الدوران في سماء مكة (والشمس تجري لمستقر لها ) بينما الارض تواصل الدوران حتى اذا بلغت حذاء سموا طلعت من مغربها وقت الصباح ويصادف ذلك طلوعها من حيث غابت بمكة المكرمة كما اسلفنا
حدثنا ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ‏وعبيد الله بن عمر بن ميسرة ‏ ‏المعنى ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏يزيد بن هارون ‏ ‏عن ‏ ‏سفيان بن حسين ‏ ‏عن ‏ ‏الحكم بن عتيبة ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم التيمي ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏قال ‏ كنت ‏ ‏رديف ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال ‏ ‏فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش ، فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها ، فتقول يارب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعى من حيث غبت} رواه ابو داود و احمد و الحاكم
يقول تعالى:
* (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ) (النور:36،37)
(فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) (قّ:39)
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(الكهف:28)
ولعل هذا الأمر قد كشف لنا بالدليل العلمي أن الصلاة الوسطى المذكورة في القرآن الكريم هي صلاة العصر كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة :
عن عليّ بن أبي طالب ر-ضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الخندق فقال: (ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس وهي صلاة العصر) [البخاري برقم 5917] 
وبوَّبَ الإمام مسلم في صحيحه ( باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر)
عن عليّ قال( قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً ثم صلاها بين العشاءين بين المغرب والعشاء ) مسلم برقم 996
وذلك لأنك في هذا اليوم اذا اخرت صلاة العصر فلن تقبل منك بعد طلوع الشمس من مغربها كما ان كل موقع يقع غرب مكة المكرمة لن يلحظ طلوع الشمس من مغربها لاول وهلة لأن الشمس ترتد راجعة من الغرب للشرق فلا يلحظها من صادفت عنده وقت العصر بينما يلاحظها بوضوح من صادفت عنده لحظة الطلوع والغروب وينطبق الامر كذلك على من تصادفه لحظة طلوع الشمس من مغربها ليلا فمن يؤخر صلاة العصر يلتبس عليه الامر برجوع الوقت الى الظهر مرة اخرى فلا يدرك كيف ومتى وماذا يصلي ولذلك جاء التحذير على وجه التخصيص بضرورة المحافظة على صلاة العصروظهرت الحكمة من الامر الالهي بضرورة المحافظة على الصلاة الوسطى وهي اشارة كذلك لتوقيت طلوع الشمس من مغربها عند من لا يدركها فلو طلعت الشمس من مغربها يتبين الناس بسهولة وقت كل الصلوات الا صلاة العصر وذلك لمن أخرها فيلتبس عليه الامر حيث لن يحل وقتها الأخير بأية حال وهو اصفرار الشمس فلن تصفر الشمس في ذلك اليوم لأنها لن تبلغ ذلك الوقت بانقلاب دورانها قبيل الاصفرار كما هو واضح في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 
(وقت الظهر: إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر.
ووقت العصر: ما لم تصفر الشمس.
ووقت المغرب: ما لم يغب الشفق.
ووقت العشاء: إلى نصف الليل الأوسط .
ووقت صلاة الصبح: من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس)
و من فضل الله على عباده أن الهمهم صنع الساعة ولولا ذلك لالتبس التوقيت عليهم بل هنالك ممن لا يلحظ طلوع الشمس من مغربها الا بعد النظر في ساعته ليستجلي الوقت
وما دام باب التوبة يغلق مع الشمس فمن فوت صلاة مكتوبة باء بإثمها يوم القيامة
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله " رواه البخاري.
وفي صحيح البخاري : " وإنا أتينا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه ، فيتدهده الحجر ها هنا ، فيتبع الحجر فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به مرة الأولى ، قال : قلت لهما : سبحان الله ما هذان ؟ فقال : فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ) ..
قال تعالى :
(حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ) البقرة238
وإذا أخذنا بقول القائل ان كل الصلوات هي وسطى
فاهل مكة صلاتهم الوسطى صلاة المغرب واهل سموا الغربية صلاتهم الوسطى صلاة الفجر واهل غرب مكة صلاتهم الوسطى العصر او الظهر واهل شرق مكة صلاتهم الوسطى العشاء
وقد يقول قائل ان الصلاة الوسطى هي الفجر والمغرب لضيق وقتهما وصعوبة ادراكهما لمن أخرهما و ذلك من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (لا تزال أمتي بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم) رواه أحمد وأبو داود والحاكم في المستدرك وفي إسناده محمد بن إسحاق ولكنه صرح بالتحديث و ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وصححه الالباني وكذلك الحديث :
- لا تزال أمتي في مسكة ما لم يعملوا بثلاث: ما لم يؤخروا المغرب انتظار الظلام مضاهاة اليهود، ويؤخروا الفجر لامحاق النجوم مضاهاة النصرانية، وما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها. (البغوي عن الحارث بن وهب عن أبي عبد الرحمن الصنابحي). 19440 كنز العمال 12
والامر باطالة القراءة في صلاتي الفجر والمغرب لم يأت جزافا بل وراءه حكمة بالغة اذا انهما مع ضيق وقتهما يصادفان لحظة طلوع الشمس من مغربها وقفل باب التوبة مما يمكن مؤديهما من ضمان ان يختم له بافضل الاعمال واحبها الى الله تعالى الا وهو أداء الصلاة المفروضة لوقتها كما لا ننسى الاجر العظيم الذي وعد الله تعالى به من يصلي الفجر والعصر في جماعة فيظل في مصلاه حتى تطلع الشمس وحتى تغرب فالاول له اجر حجة وعمرة تامة واجر الآخر دخول الجنة والنجاة من النار
عن أبي موسى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى البردين دخل الجنة " متفق عليه.
" البردان ": الصبح والعصر
وعن أبي زهير عمارة بن رويبة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " يعني الفجر والعصر. رواه مسلم
عن مروان بن الحكم قال قال لي زيد بن ثابت(ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ فيها بطولي الطولين) رواه البخاري وأحمد والنسائي.
فالمحافظة على الصلوات هام جدا واولى الاولويات في ذلك اليوم وأداء الصلاة لوقتها هو عين المحافظة على الصلوات وخاصة صلاة المغرب يتم بعدها مباشرة طلوع الشمس من مغربها في ارض الحجاز موئل الرسالة وصلاة الفجر في سموا الغربية فلو اننا استعجلنا فيهما لاكملناهما والشمس لم تطلع بعد من مغربها تبقى لنا زمن يمكن أن يتعجل احدهما فيخرج من المسجد قبل الباقيات الصالحات فيصادفه اغلاق باب التوبة وهو في غفلة ولكن لو اتبعننا سنن هدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فاطلنا القراءة فستطلع الشمس والناس في لحظة الصلاة فيا لها من خاتمة حسنة ان يغلق باب التوبة وانت تؤدي الصلاة المكتوبة ولذلك خصصها الله سبحانه وتعالى في الآية السابقة لتوافق موعدها مع لحظة طلوع الشمس من مغربها ولأنك حين تؤدي الصلاة لوقتها تنال رضا الرحمن إذ أن آداء الصلاة لوقتها كما ورد من افضل الاعمال واحبها لله سبحانه وتعالى فلا يوجد عمل افضل منه يقابل به الناس طلوع الشمس من مغربها وقفل باب التوبة دون ان يقعوا في غفلة او معصية ففي الحديث الذي رواه احمد وابوداؤد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت من مغربها طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل )
كما جاء في صحيح مسلم عن ابي موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال Sad ان الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )
وفي الحديث ايضا الذي رواه مسلم واحمد عن ابي هريرة ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال Sad بادروا بالاعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال والدابة وخاصة احدكم (اي موته) وامر العامة (نفخة الصور الثانية اي نفخة الصعق ) او موت جماعي لمجموعة كبيرة من البشر ... ) والمعنى سابقوا باعمالكم هذه الست وعجلوا بها قبل حلولها مما يؤكد على ان (طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال والدابة في توقيت واحد او متقارب جدا ) كما يوضح ان ثمة رابط بين هؤلاء الست سنوضحه في موضعه باذن الله تعالى
ويعضد ذلك الحديث :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر عن أبي حيان عن أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا (صحيح مسلم 2941)
ولا مجال للاجتهاد مع هذا النص الصريح فالشمس تطلع اولا ثم تخرج بعدها مباشرة دابة الارض بعد حوالي الساعة تقريبا من صلاة الفجر حيث يبدأ الضحى بشروق الشمس كما هو معلوم 
و يساندهما حجة الحديث :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا الدُّجالُ وَالدَابَّةُ و طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا (صحيح مسلم ومسند احمد 9376 )
و عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبي، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويقرب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -وهو القتل- وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه عليه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانك، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها( صحيح البخاري
وفي حديث صفوان بن عسال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه فاذا طلعت الشمس من مغربها رد مصراعا الباب فليلئم ما بينهما فتغلق " أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان
عن حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر اشراط الساعة قال :
وطلوع الشمس من مغربها يكون طول تلك الليلة ثلاث ليال لا يعرفها الا الموحدون اهل القرآن يقوم احدهم فيقرا حزبه فيقول : قد عجلت الليلة فيرجع فيرقد رقدة ثم يهب من نومه فيسير بعضهم الى بعض فيقولون : هل انكرتم ما انكرنا ؟ فيقول بعضهم لبعض غدا تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت من مغربها فعند ذلك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا ) ابوعمرو الداني 
قال صلى الله عليه وسلم (ان ربكم انذركم ثلاثا : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال ) رواه عبد الرزاق وابن ابي حاتم عن ابي موسى الاشعري
تخرج دابة الارض مباشرة لتسم انف الكافر بوسم واضح اي علامة فيعرف انه كافر و الوسم المذكور هنا كلمة (كفر ) مقطعة حرفا حرفا كما ورد في امر الدجال - وتجلو وجه المؤمن فيغدو منيرا فيعرف انه مؤمن فتتمايز الصفوف ويفتضح امر المنافقين والمرائين والدجالين .(واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (82) النمل ) كما في الحديث الذي رواه ابن ماجة واحمد عن ابي هريرة ( تخرج دابة الارض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتخطم انف الكافر بالعصا(او بالخاتم كما في رواية احمد ) وتجلو وجه المؤمن بالخاتم(او بالعصا كما في رواية احمد) حتى إن اهل الخوان الواحد (اي الماائدة ) ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر )
عبد الله بن عمرو واخرجه مسلم وابو داؤد Sadان اول الايات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى فايتهما كانت قبل صاحبتها فالاخرى على اثرها قريب ) دقة عجيبة في التعبير وامانة في التبليغ وقمة العلمية في الاشارة الى كروية الارض دون الافصاح عنها لدى قوم لن يستوعبوا هذه الحقيقة آنذاك فلا الشمس سابقة للدابة ولا الدابة سابقة لطلوع الشمس من مغربها ولكنهما يخرجان في توقيت واحد ولكن هناك من يرى الدابة خارجة ولما يرى الشمس بعد كما أن هناك من يرى الشمس طالعة ولا يرى الدابة بعد فلو وصف الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الامر باي عبارة اخرى لما اوفى الوصف ولحدث التباس لمن يرى الدابة قبل طلوع الشمس. 
الثانية : إن دابة الارض تقتل ابليس اللعين في الوقت المعلوم . والمقصود بيوم الوقت المعلوم والله أعلم انه اليوم الذي يصبح بعده الوقت غير معلوم في إشارة للفترة التي يحدث فيها خلل في التوقيت في كل العالم والتي تصاحب عملية طلوع الشمس من مغربها
حيث اورد نعيم بن حماد في الفتن والحاكم في المستدرك عن ابن مسعود ( ولا يقبل من احد توبة ويخر ابليس ساجدا ينادي الهي مرني أن أسجد لمن شئت وتجتمع اليه الشياطين فتقول يا سيدنا الى من نفزع فيقول إنما سألت ربي أن ينظرني الى يوم البعث فانظرني الى يوم الوقت المعلوم ....وهو حديث طويل وفيه Sad ولا يزال ابليس ساجدا باكيا حتى تخرج الدابة فتقتله ) 
وفي حديث آخر لعبد الله بن عمرو اخرجه الطبراني وابن مردويه ( إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا .. حتى يقول : وتخرج دابة الارض من صدع في الصفا فاول خطوة تضعها بانطاكية فتأتي إبليس فتخطمه . 
وكثير من الناس يظنون ان ابليس مخلد في الارض ومنظر الى يوم القيامة ولا يعلمون انه منظر فقط ليوم الوقت المعلوم .
الثالثة : يظهر دخان مع اقتراب الكوكب ذي الذنب فيمكث في الارض أربعين يوما كما ورد آنفا ويكون فيه عذاب طويل على الكافرين . 
قال تعالى Sad فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (10) يغشى الناس هذا عذاب اليم(11) ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون (12) سورة الدخان
في حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم وغيره : قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الارض ؟ قال : اربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر ايامه كايامكم قلنا يا رسول الله فذاك اليوم الذي كسنة اتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا أقدروا له قدره .
الحاكم ونعيم في الفتن عن ابن مسعود مرفوعاَ( إن الدجال يقول : أنا رب العالمين وهذه الشمس تجري بإذني افتريدون أن احبسها ؟ فيحبس الشمس حتى يجعل اليوم كالشهر والجمعة كالسنة ويقول اتريدون أن اسييرها ؟ فيجعل اليوم كالساعة 
ففي الحديث الذي رواه ابو أمامة الباهلي ( وأن أيامه اربعون سنة ..السنة كنصف السنة والسنة كالشهر والشهر كالجمعة وآخر أيامه كالشررة)
الحاكم واحمد وابوداؤد والترمذي وابن ماجة والنسائي والبيهقي وابويعلى والبزاز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( وإنه متى خرج فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح من عمل سلف ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمل سلف كما يعضد ذلك الحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي Sad إنه يبدأ فيقول :أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني ويقول : أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا )
ففي الصحيحين عن اسماء بنت ابي بكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في احدى خطبه وقد كسفت الشمس ( وإنه قد أوحي الى أنكم تفتنون في القبور قريبا او مثل فتنة المسيح الدجال فيؤتى أحدكم فيقال : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول هو محمد هو رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وأطعنا ثلاث مرار فقيل له : نم قد كنا نعلم انك لتؤمن به فنم صالحاً . وأما المنافق او المرتاب فيقول : لا ادري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ) 
وهو ما يزيل اللثام عن تساؤل يا طالما حير الكثيرين إذ تقضى العدالة الالهية أن يمر كل إنسان بفتنة القبر بعد الموت ولكن والدنيا في رمقها الأخير هنالك من يطول به العمر حتى النفخة الثانية للصور (نفخة الصعق التي يموت فيها جميع الخلائق ) حيث لا يسأل وبالتالي لا يعذب في قبره إذا كان مسيئاً ولذلك اقتضت هذه العدالة أن يمر كل الاحياء من الناس بنفس الامتحان وبعذاب يشبه عذاب القبر إذا ما استحقوا للعذاب وبذلك يتساوون في الابتلاء خاصة وان الساعة ستكون قريبة جداً بعد الآيات الكبرى كالحامل التامة للولادة وهذا ما يبينه الحديث السابق .
فسؤال الملكين للميت عن ربه ودينه وعن الرسول صلى الله عليه وسلم يقابله ادعاء الدجال للنبوة ثم للربوبية حيث لا ينفع الكذب ولا ينجي النفاق في الحالتين . فمن يفشل في الاجابة الصحيحة من الموتى يضمه القبر حتى تختلف اضلاعه اي ان انفاسه سوف تكتم مع الم شديد ويقابله الدخان الذي يكتم الانفاس ويسبب آلاما شديدة على الكافرين قد تشبه آلام ضمة القبر. كما يقابل لدغة الثعبان الأقرع للميت بالقبر يقابله خطم الدابة لأنوف الكفار واحداث جرح مؤلم بها . ولما كان الموت قفل لباب التوبة لمن يموت كذلك الشمس تطلع من مغربها ليغلق باب التوبة على الأحياء كما انها تقطع الطريق على ابليس حتى لا يتوب وهو يدرك أن مصير كل حي معلق بدابة الأرض إما أن تسمه بالكفر أو تجلو وجهه بالإيمان .
وقد اجمع المفسرون ان المقصود بقوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة (27) ابراهيم ) هو عذاب القبر والمعلوم ان عذاب القبر بعد الموت فكيف يثبتهم في الحياة الدنيا إذا لم يكن يعني تثبيتهم عند فتنة الدجال التي تعادل فتنة القبر ؟
وتبقى في الختام أن نوضح ما المسبب لطلوع الشمس من مغربها فلو سلمنا بدوران الشمس والارض في فلكهما فإما أن تعكس الارض دورتها أو تعكس الشمس دورتها وثمة اسئلة : أهو يحدث بسبب اختلال مؤقت في جاذبية الارض فتدور الارض عكس دورانها ثم تستقر؟ أم هو بسبب تأثير جاذبية جرم سماوي يقترب من الارض أو من الشمس كالثقوب السوداء ؟ ام بضربة نيزك أو مذنب ؟ أو بسبب خسوفات عظيمة في أطراف الارض ؟ 
ففي حديث ابن عباس السابق ربط آية الدخان بمرور كوكب ذي ذنب وربما هو المؤثر الخارجي الذي سيؤثر في دوران الارض مؤقتا عند اقترابه من مدار الارض فيعكس دورتها حتى يقل تأثيره بابتعاده تدريجيا ولكن ما ورد بالاحاديث يخالف ذلك إذ أن المؤثر الخارجي لا يؤثر بغتة أو فجأة وانما بالتدريج وهذا عكس ما سيحدث عند طلوع الشمس من مغربها.. كما أن المنكرون سيزدادون انكارا بأن السبب هو جرم سماوي او كذا او كذا ولكن ما أميل اليه أن الشمس ستتوقف فجأة عن الدوران لحظة غروبها بمكة ثم تعكس باسرع من لمح البصر دورتها بتقدير من العزيز العليم فتطلع بغتة من مغربها (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم (38) يس) 
)قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين(258) البقرة )
ولن يجد العلماء أي تفسير منطقي لذلك ولهذا السبب والله أعلم سيؤمن الناس كلهم اجمعون .. ويؤكد ذلك ما ورد بالقرآن الكريم :
ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير ( 77 ) النحل
(وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر (50) القمر
فيمكن أن يكون المراد (بامر الساعة ) هو طلوع الشمس من مغربها وليس نفخة الصور ذلك لأن الساعة غيب اختص الله به نفسه ولم يكشفه لاحد كائن من كان فعندما يأمر الله تعالى اسرافيل بالنفخ في الصور يكون قد علم بامر الساعة قبل وقوعها وهذا غير منطقي ..والأرجح أن الله سبحانه وتعالى يوحي للشمس فقط كما أوحى لآدم من قبل دون علم الملائكة ويأمرها بالطلوع من مغربها بعد غروبها مباشرة بمكة كما اوضحنا من قبل دون ان يعلم احد ايا كان ولا الملائكة المقربون بذلك الامر حتى الشمس نفسها لا تدري حين تنفذ هذا الامر انه أمر الساعة فيا سبحان الله ...! وهذا ما يؤكد فعلا أنها أول الآيات الكبرى وأنها تطلع فقط بامر الله من مغربها ودون اي مؤثر خارجيوإلا فكيف ستكون آية لو خضعت لمنطق البشر او لقوانين الفيزياء والطبيعة ؟ انظر كيف ختمت الآية 77 من سورة النحل ؟
حقا وصدقا : إن الله على كل شيء قدير ..